الثلاثاء، 23 فبراير 2016

الفشل في تطور و نمو الرضع


مساعدة الرضع الذين يعانون من فشل في النمو و التطور
حسب خبرة أطباء الأطفال بعملهم مع الآباء والأمهات و الأطفال الرضع ، فإنهم يقدرون العلاقة بين نمو الطفل ( عاطفياً وجسدياً ) وأسلوب الأبوة والأمومة التي يتلقونها. لقد لاحظ الأطباء أن فشل النمو في الأطفال الرضع غالباً ما يتم علاجه ببساطة عن طريق المزيد من الرعاية الأبوية .

إبقاء الطفل في تطور : قصة رضيعة
جاء والدا طفلة رضيعة، طفلتهم الأولى، تبلغ من العمر أربعة أشهر، إلى مكتب أخصائي رضع لاستشارته بسبب توقف طفلتهم عن النمو و قد شخصت على أنها تعاني من فشل في نمو الرضع . لقد كانت طفلتهم سابقاً طفلة سعيدة، تتطور بشكل طبيعي عندما كانت تتلقى الجرعة الكاملة من استجابة أبويها. فقد كان أبويها يحملانها لساعات طويلة خلال اليوم في حمالة الظهر، و كانا يستجيبان لصراخها بسرعة و اهتمام، و كانت أمها ترضعها عند طلبها، لقد كانت حرفياً على اتصال جسدي مع أحد والديها معظم اليوم . كانت العائلة كلها تتقدم بشكل طبيعي ، و هذا النمط من الأبوة والأمومة كان فعالاً معهما. إلى أن قام أصدقاء لهذين الأبوين بإقناعهما، بحسن نية، أنهما يدللان طفلتهما ، و أنها بذلك تضبط حياتهما كما تريد هي، لتكبر و تكون متعلقة بهما ، و معتمدة عليهما.




مثل كثير من الآباء لأول مرة، فقد والدا الطفلة الثقة في ما كانا يفعلانه و خضعا لضغط الأقران فاعتمدا أسلوب الأبوة و الأمومة الأكثر تحفظاً و بعداً. سمحا لطفلتهما أن تبكي وحدها حتى تنام، قررا مواعيدا لوجباتها، و خوفاً من تدليلها لم يحملاها بقدر ما كانا سابقاً. على مدى الشهرين اللاحقين تحولت طفلتهما من سعيدة وتفاعلية إلى طفلة حزينة و منعزلة. وزنها ثبت، و انتقلت من الجزء العلوي من الرسم البياني للنمو إلى أسفله. لم تعد الطفلة تتقدم، ولا والديها أيضاً.
 
بعد شهرين من عدم التقدم، وصف الطبيب حالة الطفلة ب"عدم قدرتها على النمو"، وكانت على وشك الخضوع لورشة عمل طبية شاملة. عندما استشار والدا الطفلة أخصائي الرضع، شخّص فشل تطور الرضيعة ب "متلازمة السكوت". وأوضح أن هذه الطفلة كانت في البداية تنمو نمواً صحياً بسبب أسلوب الاستجابة لها من قِبل والديها. لقد كانت على ثقة بأن احتياجاتها ستُلبى و انتظمت وظائفها العضوية بشكل عام. ثم ترك هذان الأبوان نفسيهما يقتنعان بنمط آخر من الأبوة والأمومة. لقد سحبا وصلة الترابط مع طفلتهما دون أن يعلما، وكان الاتصال الذي يسبب لها التقدم قد ذهب فبدأت تتحول إلى طفلة غير قادرة على التطور. النتيجة كانت نوع من اكتئاب الأطفال، وتباطأت أنظمتها الفسيولوجية. نصحهما الأخصائي بالعودة إلى عملهما السابق حيث أسلوب الأبوة و الأمومة عالي التواصل. أوصاهما بأن يعودا إلى حملها كثيراً، و الرضاعة الطبيعية عندما تطلب ذلك، والاستجابة بحساسية إلى بكائها ليلاً ونهاراً.
في غضون شهر، كان أمر فشل الطفلة في التطور شيئاً من الماضي.

معلومات نؤمن بأنها تساعد الطفل على التطور
نحن نؤمن بأن كل طفل لديه مستوى حساس من الحاجة للّمس و الرعاية من أجل التطور (التطور لا يعني فقط النمو بالحجم، ولكنه نمو إمكانيات الفرد جسدياً وعاطفياً). ونحن نعتقد أن الأطفال لديهم القدرة على تعليم والديهم ماهية مستوى الأبوة والأمومة الذي يحتاجون إليه، والأمر متروك للوالدين للاستماع. كذلك الأمر متروك للمهنيين لدعم ثقة الوالدين وليس التقليل منها بتقديم مشورة أسلوب الأبوة و الأمومة الأكثر بعداً الذي يمكن أن يؤدي إلى فشل تطور الرضع، (مثل "دع طفلك يبكي" أو "لا تحمله كثيراً"). فقط الطفل يعرف مستوى حاجته أو حاجتها، والآباء والأمهات هم الأقدر على قراءة لغة الطفل.

إن الطفل "المدرب" على عدم التعبير عن احتياجاته قد يبدو في الظاهر أنه طفل مطيع، مُرضي أو "جيد". لكن هذا الطفل يمكن أن يتحول إلى حالة تعاني من فشل نمو الرضع حيث يُسكت التعبير عن احتياجاته، و قد يصبح طفلاً لا يتكلم أبداً للحصول على تلبية احتياجاته، وفي نهاية المطاف يصبح شخصاً بالغاً كثير الاحتياجات.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق