الجمعة، 15 أبريل 2016

اضطراب نقص التغذية


 
يتزايد عدد الأطفال الذين يتم تشخيصهم باضطراب في التعلم و السلوك. و لكن بدلاً من وصف هؤلاء الأطفال أنهم مصابون باضطراب قلة التركيز و فرط الحركة (ADHD)، أو تحت قائمة إحدى اضطرابات "D" الأخرى، سنركّز على خيارات آثار التغذية وأسلوب الحياة، مشيرين بذلك إلى أنها اضطراب نقص التغذية (NDD). للأسف يتزايد صرف وصفات الأدوية النفسية ومضادات الاكتئاب لأطفال لا تزيد أعمارهم عن سنتين!

في عام 2014، ازداد صرف الأدوية النفسية للأطفال بنسبة 50٪ عنه في عام 2013، و هناك عدد كبير من الوصفات التي تم صرفها لمضاد الاكتئاب (Prozac). بالإضافة إلى ذلك، ازداد عدد الأطفال الذين بنفس هذه الفئة العمرية (عامين أو أقل) و تم تشخيصهم باضطراب نقص الانتباه و فرط الحركة. أليس من الأفضل التركيز على كيفية تغذية أطفالنا، بدلاً من التركيز على ماهي الأدوية التي يمكن أن نعطيها لأطفالنا؟ و بما أن اضطراب نقص التغذية يترتب عنه نفس الآثار على السلوك و التعلم كتلك المترتبة عن اضطراب قلة التركيز و فرط الحركة (ADHD)، دعونا كأهل نعمل على فهم كيفية مساعدة أطفالنا بشكل طبيعي قبل اللجوء إلى أدوية الوصفات الطبية. 
 
نموذج الأدوية و المهارات من أجل الصحة

لعلاج اضطراب نقص التغذية لن نركّز على ما هي "الحبة السحرية" التي يمكن أن تساعد العدد المتزايد من مشاكل التعلم و السلوك و الصحة التي تصيب أطفالنا (و الكبار على حد سواء) . بدلاً من ذلك سنركّز على ما نسميه نموذج الأدوية و المهارات من أجل الصحة - إنه ليس حول ما يمكن للشخص أن يأخذه، لكن ما يمكن للشخص القيام به. خيارات نمط الحياة و التغذية لها تأثير كبير على تطور الدماغ و قدرة الطفل على الأداء في المدرسة.
 
الحُفرة

الأدوية يمكن أن تسبب مشكلة نَصِفها ب "الحفرة". وفيما يلي كيف يقع الأطفال في الحفرة. يوصَف للطفل دواء لتحسين نفسيته و سلوكه، مثل مضادات الاكتئاب، يخبر الأهل طبيبهم "نعتقد أنه تحسّن"، فيترك الطبيب الطفل على الدواء. بعد بضعة أشهر، يتكيّف الدماغ أو يعتاد على الدواء، فيزول تأثيره. أو أن المخ يصبح معتمداً على الدواء لإنتاج التأثير المضاد للاكتئاب، لذلك يقلل الدماغ إنتاجه من هرمونات السعادة، و تأثير الدواء هذا يسمى الضبط المتناقص (أي يقلل الدماغ عمله بسبب وجود الدواء الذي يقوم بالعمل بدلاً منه). الطبيب الحكيم يحاول أن يسحب المريض من الدواء، فتسوء حالة الطفل. و هنا الحفرة. هل يصبح الطفل أسوأ حالاً بدون الدواء بسبب حاجته إلى الدواء، أم أن سوء حالته هو في الواقع تأثير جانبي لانسحابه من الدواء؟ غالباً لا توجد أي وسيلة لمعرفة ذلك.

يصبح الطبيب في الحفرة، و كذلك الوالدين و الطفل. لذلك يعود الطفل للدواء - و يبقى عليه لسنوات - أو يتم زيادة الجرعة، أو يتم إضافة المزيد من الأدوية لمواجهة الآثار الجانبية غير السارة من الدواء الأول. الطريقة الوحيدة للجميع للخروج من الحفرة هي عمل ما يسمى التنظيف، مما يعني سحب الطفل عن الأدوية لمدة ستة أسابيع على الأقل لمعرفة أي الأعراض سببها حالة الطفل المرضيّة و أيّها سببها الأدوية. أثناء التنظيف، قد يعاني الطفل من آثار انسحاب غير سارة، مثل القلق، و الاكتئاب، و الأرق، و تقلب المزاج. الخروج من الحفرة سيكون مؤلماً، و لكن التنظيف في الغالب هي الطريقة الوحيدة لمعرفة ما إذا كان أو لم يكن الطفل لا يزال بحاجة إلى الأدوية. من الأفضل عدم الدخول في الحفرة في المقام الأول!
 
هل يعاني طفلك من اضطراب نقص التغذية (NDD) ؟

اضطراب نقص التغذية (NDD) هو مصطلح يستخدمه بعض الأطباء عندما يشكو الأهل من مشاكل سلوكية و تعلّمية مع أطفالهم. و فيمايلي العلامات الرئيسية التي يبحث عنها الطبيب لتشخيص الطفل بال NDD :
  • تقلبات مزاجية متكررة
  • نوبات غضب لا تخف
  • عدم الراحة في النوم
  • ضعف مدى التركيز
  • سرعة الغضب
  • وجود إحدى حالات ال (D): مثل قلة الانتباه و فرط الحركة (ADHD)، الوسواس القهري (OCD)، .....
  • مشاكل سلوكية في المدرسة و المنزل و الحضانة
  • صعوبات تعلم
  • فرط النشاط
  • التهابات متكررة
  • بشرة جافه ، متقشرة ، غير ملساء
  • مشاكل معوية : ارتداد ، عدم ارتياح في البطن ، إمساك ، إسهال
  • مشاكل في الرؤية
  • الحساسية المتكررة
  • شعر جاف ، و متكسر
  • أظافر هشة و رقيقة
  • بشرة شاحبة جداً ، خصوصاً على شحمة الأذن
الخطوة الأولى: أن نفهم

في فهم اضطراب نقص التغذية، من المهم تحليل خيارات نمط الحياة و التغذية أولاً. لقد لاحظ الأطباء خلال عملهم مع العائلات أن الأطفال الذين تربوا على الغذاء الحقيقي بدلاً من الوجبات السريعة عانوا أقل من حالات ال "D". في حين أن هناك العديد من الدراسات، نُشرت في مجلات مهمة، تدعم بديهية "أنت ما تأكله"، إلا أنها لا تُقرأ ولا تلقى تقديراً من قبل الأهل (أو حتى من قبل العديد من الأطباء!).

النمو والتطور يحدثان بشكل مثالي عندما يكون الجسم الذي ينمو في حالة توازن كيميائي حيوي. في الواقع، التعريف الجيد للصحة نفسها يمكن أن يكون"الحالة التي يوجد فيها التوازن الكيموحيوي في الجسم"، وهو المفهوم الذي تم تقديره في الطب الشرقي منذ عدة قرون. أحد أسباب وجود العديد من حالات ال "D" في مدارسنا هو أنه لدينا الكثير من الأطفال خارج التوازن الكيميائي الحيوي. هذا ليس نتيجةً لعدم وجود رعاية من الأهل، بل أن الكثير من الآباء لا يعرفون الحقائق. إنهم ليسوا على قناعة بمضار المواد الغذائية المصنّعة و أن الغذاء الحقيقي يساعد العقول والأجسام في مرحلة النمو.

بمجرد أن تبدأ تغذي جسمك بالأطعمة الطازجة، الحقيقية و الطبيعية، وتبدأ تنفيذ هذه الطريقة النقية في تناول الطعام مع عائلتك، ستلاحظ العديد من الآثار الجانبية الإيجابية. بالنسبة لأطفالك، يمكنك أن تتوقع أن يتغير التعلم و السلوك للأفضل. لما لا نحاول ذلك قبل أن نتحول إلى أدوية الوصفات الطبية؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق